الجغرافيا والمناخ عاملان أساسيّان في تحديد المناطق الأنسب لزراعة العنب ومدى ازدهارها في موقعٍ معيّن. وتُعدّ منطقة مُرسية، الواقعة في جنوب شرق إسبانيا، أهم وأنجح منطقة في زراعة عنب المائدة على مستوى البلاد، وذلك نظراً إلى مستويات ارتفاعها المتفاوتة ومناخاتها المحلية الفريدة. وهنا، في هذه المنطقة، نجد شركة مويكا التي تملكها عائلة شغوفة في عملها تضع الابتكار والمتعة في صميم عملها. يقدّم هؤلاء المنتجون تشكيلة واسعة من أصناف العنب الحصرية بسبينس. وإليكم حوارنا مع كلّ من الرئيس التنفيذي إنريكي مويا ومدير المبيعات فينا مينا...
تُعد شركة مويكا اليوم واحدة من أكبر منتجي العنب الخالي من البذور في إسبانيا. أين وكيف بدأت القصة؟
إنريكي: بدأت شركتنا، مثل العديد من الشركات الناشئة، بمزيج من التقاليد العائلية والابتكار. فوالد زوجتي، لويس كانوفاس، يتحدّر من عائلة تعمل في زراعة العنب كانت تركّز على العنب الذي يحتوي على البذور. أما أنا، فمهندس زراعي مؤهل، وقد نظرنا معاً في إمكانيات تطوير محاصيل جديدة، وتوصّلنا إلى فكرة تطوير أصناف من العنب خالية من البذور.
انطلقنا في هذه المغامرة منذ 25 عاماً. وبدأنا رحلتنا بإنتاج صنفين أو ثلاثة من العنب التي لم تكن قيمتها عالية، إنما كانت غنية بالنكهة اللذيذة، وثابرنا إلى أنّ حققنا في نهاية المطاف نجاحاً باهراً. في الماضي لم يتناول العنب الخالي من البذور سوى الأطفال وكبار السن، ولم يكن هناك الكثير من الخيارات المتاحة. أمّا الآن، ونظراً إلى توفر الأصناف التي طوّرتها الجامعات والبرامج الخاصة المعنية بتطوير أصناف العنب في مختلف أنحاء العالم، بات بإمكاننا، نحن ومختلف أقطاب الصناعة، تقديم تشكيلة أوسع من أصناف العنب الجديدة ذات المذاق الرائع لسوق أوسع نطاقاً.
ينمو العنب تحت شِباك لحمايته من الأضرار
اختبار أحجام حبّات العنب
ما هو عدد البرنامج المخصّصة لتطوير أصناف العنب التي تعمل معها مويكا؟
إنريكي: ما يميزّنا فعلاً عن سوانا هو أننا نعمل مع خمسة أو ستة برامج مهمّة ومتطوّرة إلى حدّ بعيد. وإن قدرتنا على إنتاج أصناف من سائر هذه البرامج مجتمعة تتيح لنا الفرصة لأن نكون أكثر ابتكاراً من ناحية طرح أصناف العنب بمختلف الأشكال والأحجام، وبنكهات متميزة، ومذاقات جديدة، وقيمة مضافة كبرى، مثل احتوائها على نسبة عالية من مضادات الأكسدة أو المعادن الأساسية مثل الكالسيوم أو السيلينيوم.
كم صنفاً تنتجون حالياً؟
فينا: لدينا حالياً 52 صنفاً مختلفاً من العنب. والعديد منها حصري بمويكا، مثل ستروغريب، ورالي، وفاني فينغر، وسويت مايابل، ومسكَت بيوتي، وبعض الأصناف الحصرية الأخرى من فئة كوتون كاندي، والعديد غيرها. ونفتخر بهذا التفرّد الذي يدلّ على ثقة مطوّري الأصناف بنا، ما يمكننا من الاستمرار بتطوير أنواع جديدة معهم ضمن مجموعاتنا التجريبية.
يتميّز عنب رالي بحبات مقرمشة غنية بالعصارة
عنب من صنف مدنايت بيوتي
باستثناء المزرعة القائمة في بطليوس (باداخوز) في الجنوب الغربي من إسبانيا، تقع معظم مزارع مويكا في مناطق بجنوب شرق البلاد، مثل أليكانتي وألمرية، وإنما على نحوٍ أساسي في مُرسية. ما الذي يجعل هذه الأخيرة منطقة مثالية لإنتاج العنب؟
إنريكي: تبلغ مساحة منطقة مُرسية نحو 5000 كيلومتر مربع، وتجمع هذه المنطقة بين الساحل أو البحر من جهة، ومن جهة أخرى سلاسل الجبال المجاورة التي يتراوح ارتفاعها بين 1000 و2000 متر، ما يمكننا من زراعة العنب على ارتفاعات مختلفة، ويتيح لنا قطف محاصيل مبكرة من أصناف معينة في أواخر يونيو، ومن ثم قطف الصنف نفسه على ارتفاع مختلف بعد مرور شهر أو شهر ونصف على القطاف الأول. ويصعب تحقيق الأمر نفسه في مناطق أخرى من العالم لأن العنب يُنتج عادةً في صحارى أو وديان ذات ارتفاعات ومناخات متشابهة. وتجدر الإشارة كذلك إلى أنّ مُرسية تتمتّع بالعديد من المناخات المحلية المتنوعة ضمن مسافة 70 أو 80 ميلاً.
تملك مويكا 2200 هكتار من الأراضي المخصصة للإنتاج وخمسة منشآت تعبئة! كم طناً من العنب تعبّئون في الموسم؟
فينا: نتوقع هذا العام تعبئة 70 ألف طن من العنب بين يونيو ونوفمبر! أي ما يعادل 500 إلى 600 طن يومياً في ذروة الموسم. ونخطّط لزيادة عدد مزارعنا في المستقبل، لذلك أعتقد أننا قد نحتاج إلى منشأة تعبئة إضافية.
تُقطف عناقيد العنب يدوياً وتُقلّم قبل إرسالها إلى منشآت التعبئة
منشآت التعبئة الخمس في شركة مويكا تتميّز بديكور داخلي مبهج وغني بالألوان، وقد نُسّقت ألوان ملابس العمال بحسب الفاكهة التي يقومون بفرزها وتعبئتها.
تسود مقر الشركة الرئيسي ومنشآت التعبئة أجواء مرحة على نطاق واسع، سرعان ما يشعر بها من يزور المواقع. والدخول إلى عالم مويكا يشبه إلى حدّ ما الدخول إلى "نسخة صحيّة" من مصنع الشوكولاتة في رواية ويلي وونكا، مليئة بحلوى من إنتاج الطبيعة. كيف أنشأتم بيئة عمل بهذه الروعة ولماذا تولون أهمية كبيرة لهذا الأمر؟
إنريكي: بدأنا العمل كشركة عائلية ويهمّنا أن تنمو عائلتنا. وقد نكون، أنا وفينا، الأكبر سناً في هذه الشركة، لكنّنا محاطان بشبانٍ يتمتعون بالنشاط والحيوية. قد يكون العمل في الحقول أو في المستودعات صعباً وشاقاً. لذلك، وضعنا في مقدمة أولوياتنا إضفاء جو من الفرح والسعادة على حياة زملائنا، والحرص على تأمين بيئات مريحة وآمنة. الفاكهة الملونة هي محور عملنا، لذلك فإننا نحيط أنفسنا بالألوان. وبما أنّنا جميعاً نحب الاستماع إلى الموسيقى، تبقى الأغاني والأنغام صادحة، ونحرص على العمل بشغف وفرح، ويسهم كلّ ذلك في تعزيز حسّ الارتباط الرائع السائد في أوساطنا. لدينا أكثر من 6000 موظف وحسّ الارتباط هو أمر أسعى دائماً إلى ترسيخه.
Inspired to try?
Make these delicious recipes