"لا تمرّ لحظة مملة واحدة في عالم تجارة الزهور، ودائمًا ما يحصل أمر جديد في كينيا". هذا ما قاله روبرت كواك من شركة إس كيو فلورا، والذي أصبح الآن أحد شركاء سبينس بعد أن كان من المشترين العاملين لدى سبينس. وها هو اليوم يرأس شركة إس كيو فلورا، وهي عبارة عن مشروع مشترك مع شركة إنتاج الزهور الكينية تريبل إيه روزز التي يملكها ويديرها عارف وفرح شامجي. وبالإضافة إلى توفير زهور عالية الجودة لسبينس، تعمل إس كيو فلورا أيضًا مع 20 إلى 25 من مورّدي الزهور الصغيرة نسبيًا، فيما ويتولّى روبرت إدارة العلاقات الحالية والبحث عن أصناف جديدة يقدّمها لنا.
والسؤال الذي يُطرح هنا هو: لماذا تُعدّ كينيا مَصدرًا قيّمًا لهذه الدرجة؟ في الواقع، يُعتبر هذا البلد المكان المثالي لزراعة الزهور نظرًا إلى قربه من خط الاستواء، ما يوفّر أشعة شمس يومية ودرجات حرارة معتدلة على مدار السنة. وتشتهر الورود المستوردة من كينيا في جميع أنحاء العالم بجودتها العالية ورؤوسها الكبيرة بفضل مواقع المزارع المرتفعة.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى المزارعون بشكل متزايد إلى الاستثمار في الأصناف الديناميكية وأساليب الابتكار، وهو أمر مشجّع. فعلى حدّ قول روبرت: "إنّه بلد واعد تكثر فيه الفرص، ما يمدّني بالإلهام يومًا بعد يوم."
موظفو تريبل إيه روزز مدرّبون جيدًا ويتعاملون مع جميع الزهور بعناية فائقة
ورود هاينيس ذات السيقان الطويلة إلى حدٍّ استثنائي وحجم رأس كبير يتراوح بين 6½ و7 سم
تريبل إيه روزز
كما سبق أن ذكرنا، يملك شركة تريبل إيه روزز ويديرها كلٌّ من عارف وفرح شامجي. وهما أيضًا مؤسّسا تريبل إيه غروورز التي زودتنا بالخضار الموضّبة والخضار الصغيرة على مدى سنوات. ولطالما قدّم الزوجان منتجات فريدة مزروعة في كينيا، مثل الورود الفاخرة ذات الرأس الكبير، والتي لاحظا أن السوق تفتقر لها.
وتوضح فرح قائلة: "رأينا أنّ الناس يقدّرون المنتج الذي يمنحهم قيمة إضافية. وكانت سبينس من أوائل بائعي التجزئة الذين وافقونا الرأي في هذا الموضوع".
تنمو مجموعة بليسيما الخاصة بالشركة في مزرعة تشوي (الحائزة على شهادة التجارة العادلة والشهادة البيئية إم بي إس من الدرجة الأولى)، وهي مجموعة من أصناف ورود تي الهجينة وتعتبر فريدة من نوعها نظرًا إلى حجم رأسها الكبير.
تقع المزرعة على ارتفاع 2500 متر عن سطح البحر، عند سفوح جبل كينيا. ويمكن القول إن أشهر أصنافها هو الصنف الذي أطلقت عليه فرح اسم هاينيس. يبلغ طول ساق هذه الوردة مترًا كاملاً ويتراوح حجم رأسها المُلفت بين 6½ و7 سم، ما يجعلها تبرز كواحدة من الورود الأفريقية الاستثنائية.
وتخبرنا فرح عن بعض الأصناف الأخرى المتوفرة في المزرعة، مضيفة: "ثاني أفضل صنف لدينا هو صنف سيلانتوي الهجين الذي يتميّز بشكل مذهل ولون برتقالي مائل للصفرة، وتتفتّح بتلاته جيدًا في الإناء. أما الصنف المفضل لدي فهو بينك فلويد الذي يتألق بلون كرزي داكن ويتفتّح على نحوٍ رائع، كما يبدو آسرًا في الإناء".
ومن مزارع تريبل إيه روزز الأخرى هي مزرعة سيمبا الواقعة على مقربة من سلسلة جبال أبردار في كينيا، حيث يُقسّم الإنتاج إلى أصناف مختلفة تلبّي مختلف الأذواق ومتطلبات الأسواق.
والجدير بالذكر أنّ فرح شغوفة بالزراعة المتجدّدة وتدعم هذا التوجّه مع فريقها. وتوضح قائلة: "بدأنا نرى أن هناك إمكانية للقيام بالأمور على نحوٍ مختلف. فكان التركيز كبيرًا على نوعية التربة وصحتها، وعلى نُظم زراعة المحاصيل المتداخلة، وإعادة الفطريات النافعة والديدان الخيطية والبكتيريا الجيدة إلى التربة. وأدركنا أنه إذا تمكننا من تعزيز صحة التربة، احتجنا إلى كمية أقلّ من الأسمدة والمبيدات. وخلال الأشهر السبعة إلى الثمانية الأخيرة التي اعتمدنا فيها هذا النهج على مستوى أكثر قابلية للتوسّع (إن صحّ القول)، حققنا نتائج هائلة. فكانت المحاصيل أكثر صحة والمنتجات أفضل نوعية، كما انخفض مستوى استخدام المبيدات. إنها انطلاقة في الاتجاه الصحيح لغاية الآن.
ريد لاندز روزز
تقع هذه الشركة الصغيرة نسبيًا، والتي يديرها ألدريك وإيزابيل سبيندلر، في رويرو على بعد 35 كلم شمال شرق نيروبي، وتتخصّص في زراعة نحو 200 صنف مختلف من أصناف الورود الصغيرة متعددة الرؤوس، وورود الحدائق، والورود الصغرى، والصنف الهجين تي. هناك، تُزرع كلّ أصناف الورود زراعة مائية بأعداد صغيرة نسبيًا في بيوت بلاستيكية قائمة ضمن مساحة 28 فدانًا من الأراضي غير الصالحة للزراعة. ويجدر التنويه بأن ريد لاندز روزز معترف بها عالمياً لأساليب البستنة الخضراء المعتمدة (كونها حققت تعادل الانبعاث الكربوني في عام 2020)، ولسعيها المثالي للارتقاء بفريقها والمجتمعات المجاورة لها.
بيرت لويرز من بلومينغ إنوفيشنز
الليمونيوم
بلومينغ إنوفيشنز
تشتهر بلومينغ إنوفيشنز، التي يديرها بيرت لويرز، بأزهار الكوبية (الأرطاسيا) والدلفينيوم والليمونيوم، وتقع شمال غرب نيروبي قرب بحيرة نيفاشا.
ويقول بيرت: "تتيح لنا ظروف الزراعة الممتازة في هذه المنطقة إنتاج الزهور على مدار السنة".
تتّسم كلّ زهور هذه المزرعة بضمان بقائها نضرة في الإناء لمدة طويلة. كما أن المزرعة حائزة على شهادةَ جي إيه بي العالمية، وهي دلالة على أنّها تبذل جهداً إضافياً في ما يتعلق بالبيئة ورفاه الموظفين. وغني عن القول أيضًا إنّ منتجاتها وعملياتها تتّسم بجودة استثنائية.
أفري كالا
بالقرب من شركة بلومينغ إنوفيشنز، تجدون شركة أفري كالا التي يملكها ويديرها غيرت وإميلي روياكارش. تشتهر أفري كالا بزنابق الكالا التي تنتجها، كما تزرع أيضاً مجموعة متنوعة من الزهور الخاصة التي تنمو جميعها في الهواء الطلق أيضًا.
ويخبرنا غيرت عن تجربته قائلاً: "أسّسنا الشركة من الصفر منذ ثلاث سنوات. وكان من المهم بالنسبة لنا أن نجمع أشخاصاً من خلفيات مختلفة ونحثّهم على النمو والتقدّم معًا."
قبل اتخاذ أيّ قرار لزراعة أصناف جديدة على نطاق واسع، يقوم فريق العمل في أفري كالا باختبار الزهور المقطوفة مطوّلاً. وبهذه الطريقة، لا تبقى سوى الأصناف الأعلى جودة.
مشتري الزهور لدى سبينس حليم السلام منة، يقول...
"تهمنا زيارة المنتِجين الذين نتعامل معهم. وقد استمتعت مؤخرًا برحلتنا إلى كينيا. فالريف هناك يزخر بالخَضار، وكلّ المزارع خلاّبة، والمزارعون أصبحوا أكثر ابداعًا. وقد وجدت مجموعة متنوعة من الأصناف الجديدة لإضافتها إلى ما نقدّمه من منتجات. فعلى سبيل المثال، الورود الصغيرة متعددة الرؤوس، والورود ذات الرأس الواحد التي يبلغ طولها 90 سم هي أصناف مذهلة.
ونظرًا إلى تعدّد الجنسيات في دولة الإمارات العربية المتحدة، ينبغي عليّ الأخذ بعين الاعتبار مختلف الأذواق عند اختيار الزهور من المنتجين الذين نتعامل معهم. فأحرص دوماً على أن يكون لدينا مجموعة من الألوان الزاهية والشاحبة. والأصفر والبرتقالي والأحمر هي من الألوان الأكثر طلباً من عملائنا."