مزرعة أُنس
تقع مزرعة أُنس في منطقة القوز، وعلى الرغم من كونها حديثة العهد نسبيًا، إلا أنها لاعبًا مؤثّرًا في مجال الزراعة المحلية. تم إنشاء هذه المزرعة المائية العمودية في مستودع منير مجهّز بتقنيات متطورة، حيث تتم مراقبة العمليات والمنتجات بدقّة وشغف لضمان توفير متاجرنا بتشكيلات فائقة الجودة من أوراق السلطة. وقد تحدثنا مع المدير العام مصطفى مويز عن المزرعة.
متى أطلقت مزرعة أُنس وما الذي دفعك لتأسيسها؟
تأسست مزرعة أُنس عام 2018 لأننا أردنا أن نحدث فارقًا ملموسًا، إذ تستورد دولة الإمارات العربية المتحدة غالبية الأغذية من الخارج، كما أن العديد من المزارع المحلية غير قادرة على إنتاج المحاصيل على مدار السنة بما يكفي لتلبية الاحتياجات المحلية. ولطالما كان من المهم لنا أن نوظّف خبراتنا لزراعة محاصيل مستدامة نوفّرها لسكان البلاد (على أن تكون صحيّة، وطبيعية، وآمنة للاستهلاك). أردنا أن نسهم في دعم المجتمع وأن نحدث فارقًا في مجال الأمن الغذائي.
لماذا قررت البدء بزراعة خضار السلطة الورقية؟
السلطة تشكّل جزءًا من مطابخ كل الثقافات المتواجدة في دولة الإمارات. وأردنا أن نحتفي بهذه الفكرة وأن نقدّم ما يستحوذ على اهتمام المجتمعات المتنوعة. وفي الوقت نفسه سعينا إلى ملء ثغرة في الأسواق من خلال توفير خضار ورقية طازجة ونضرة ومزروعة محليًا ذات ميزات ونكهات استثنائية.
تعتمدون الزراعة المائية التقليدية هيدروبونيك - هل من الممكن توضيح هذا الأسلوب الزراعي؟
الزراعة المائية هيدروبونيك هو أسلوب يُستخدم لتنمية النباتات دون تربة؛ وبدلاً عن ذلك، يتم توفير العناصر الغذائية من خلال نظام مرتكز على الماء. ويعتبر هذا النهج من الأساليب الأكثر جدوى من ناحية التعامل مع مسألة استدامة الموارد والإنتاج الغذائي المستقبلي، وهو موضوع ينال اهتمامًا متزايدًا.
تنمو جذور النباتات إما في الهواء، الذي يبقى رطبًا للغاية؛ أو في المياه، التي تتم تهويتها جيدًا؛ أو في وسط صلب غير تربي، يبقى رطبًا. وتحتوي المياه المحيطة بالجذور على خليط مدروس ومتوازن من العناصر الغذائية التي تغذّي النباتات.
أي من هذه الأساليب تستخدمها مزرعة أُنس؟
نستخدم محلولًا مائيًا غنيًا بالمغذيات، مع بيئة يتم التحكم فيها من ناحية المناخ والضوء، لنضمن حصول نباتاتنا على كل ما تحتاجه وتمكيننا من تحقيق أقصى درجة من الإنتاجية والجودة. تتيح لنا أساليبنا وتقنياتنا تنمية النباتات على مدار العام، بغض النظر عن المواسم.
تنمو الخضار الورقية تحت أضواء "ليد" تحاكي ضوء الشمس وتوفّر ظروف زراعية مثلى، وتتم مراقبة العملية عن كثب.
مصطفى معز (إلى اليمين)، المدير العام، مع مهلام مرتظى (إلى اليسار)
حدثنا عن الأضواء متعددة الألوان التي تستخدمونها.
من البديهي أن النور الطبيعي يلعب دورًا مهمًا في عملية نمو النباتات. ونحاول بالأساس اتباع أساليب تحاكي الطبيعة إلى أقصى درجة ممكنة. وتتيح لنا تقنية إنارة "ليد" المؤتمتة بالكامل تحقيق ذلك. نقوم بزراعة أصناف مختلفة من الخضار الورقية تحت إنارة ذات تركيبات مختلفة باستخدام مجموعة متنوعة من المصابيح الملونة - علمًا أنها كلها تمتلك خصائص مماثلة لضوء الشمس.
ما هي فوائد الزراعة المائية الأخرى؟
إننا نوفّر كميات هائلة من الماء- تصل إلى 90 بالمئة، ونستخدم مساحة أقل من الأرض لإنتاج المحاصيل. وبما أننا قادرون على التحكم بالبيئة وبكل خطوة من العملية، فلا نحتاج لاستخدام مواد كيماوية ولا مبيدات حشرية ولا أسمدة. كما إننا لا نخسر إلا قدرًا قليلاً من المحصول، وقد لا نتكبد أية خسارة على الإطلاق.
ما هي بعض التحديات التي واجهتموها في الزراعة المائية؟
إن التكاليف الأولية مرتفعة، كما أن النظام ليس سهل الاستخدام - وفي حال حصول أي خطأ طفيف في مرحلة معينة، قد يؤثّر الأمر عل العملية بأكملها، وبالطبع قد يؤدي ذلك إلى تلف المحصول. ولعل التحدي الأكبر يكمن في التبريد والحفاظ على درجات حرارة داخلية مثلى، وهو أمر صعب نظرًا لمناخ دولة الإمارات.
برأيك، لماذا تعتبر الزراعة المائية مهمة لدولة الإمارات تحديدًا؟
الزراعة المائية تسهّل تحقيق الاكتفاء الذاتي، وعلى الرغم من وجود بيئة قاحلة في دولة الإمارات، إلا أن الزراعة المائية تتيح زراعة مجموعة واسعة من المنتجات ذات متطلبات مختلفة محليًا، ونقلها إلى الأسواق فورًا، ما يسهم في خفض البصمة الكربونية، أو ’أميال الطعام‘، وفي الحفاظ على نضارة المنتجات.
من أين تحصلون على البذور؟
نحصل على البذور من شركاء موثوقين. كما أننا نتحكم بكل جانب من جوانب العملية، بدءاً من البذور وحتى وصول المنتج إلى المتجر، ما يضمن العناية والجودة في كل خطوة.
أخبرنا عن تشكيلات السلطات الجاهزة.
نقدّم تشكيلات متنوعة من الخضار الورقية، منها التشكيلة الصحية، والحرّيفة، والكرنب الأجعد الصغير، وتشكيلة غورميه للذواقة وتشكيلتنا الخاصة: سيغناتشر. وقد تعاوننا مع كبار الطهاة لاختيار مكونات هذه التشكيلات حرصًا على تعزيز نكهتها ومذاقها وقوامها إلى أقصى حد ممكن.
هل تخططون لتوسيع خطوط منتجاتكم مستقبلاً؟
نعم، إننا نتطلّع إلى طرح المزيد من أصناف الخس والأعشاب، ونبحث في إمكانية تقديم بعض أنواع الفاكهة والخضار الطرية. يمكننا زراعة العديد من الأصناف في مزرعتنا، ونواصل البحث والتطوير باستمرار.
هلثي فارم
تأسست مزرعة هلثي فارم عام 2008 في منطقة الذيد بالشارقة، وتجمع في عملياتها بين تقنيات تربية الأسماك المتطورة وأساليب الزراعة المبتكرة لتقديم الأسماك والأعشاب، وفوق كل شيء الخضار الورقية العضوية، التي تتم زراعتها وتربيتها جميعها طبيعيًا. رافقنا الرئيس التنفيذي ياتسيك بليفا ومدير الفئة تاسوس بتروبولوس في جولة على المزرعة.
تستخدمون الزراعة المائية المركّبة (أكوابونيك)، هل يمكن أن توضح لنا هذه العملية المستدامة؟
إننا نتعامل أساسًا مع ثلاثة عناصر: الأسماك، والجريثمات المفيدة، والنباتات. وتبدأ العملية بتربية أسماك بلطي النيل في أحواض باتباع حمية غذائية متوازنة ومغذية لضمان نمو جيد وصحة مثلى. ونستخدم أساليب تربية أسماك فائقة التطور لإزالة المخلفات الصلبة والمذابة باستمرار من الأحواض، بحيث لا يتبقى سوى المياه النقية فقط ويعاد تدويرها. يتم تحويل فضلات الأسماك إلى سماد، وتتولى البكتيريا الصحية تحليل المواد الصلبة وتحويلها إلى سماد طبيعي غني بالعناصر المغذية. وبعد ذلك يتم ضخها بالأكسجين وإيصالها إلى نباتاتنا التي تنمو على أحواض مائية باردة ومفلترة في بيوت بلاستيكية. أما المياه التي تطفو عليها النباتات، فتتم إعادة تدويرها في نظام حلقة مغلقة دون تصريف في البيئة. وفي النهاية، نحصل على منتجات نقية وخالية من المبيدات.
إذًا أنتم لا تستخدمون أية أسمدة في العملية برمتها سوى مخلفات الأسماك الطبيعية؟
نعم. نحن لا نستخدم أية مبيدات حشرية، ولا حتى العضوية منها الحائزة على أعلى مستوى من التصديق، لأنها ستقضي على الأسماك. وبما أننا نزرع النباتات في المياه (بدلاً من التربة التي تحتاج إلى تسميد حتى في الزراعة العضوية)، وفي نظام مضبوط كليًا دون أية تداخلات عن طريق عناصر بيئية خارجية، فإننا لا نحتاج إلى استخدام أية مواد كيماوية.
لماذا تستخدمون أسماك بلطي النيل؟ ولأية فترة يمكنكم تربيتها؟
يتميز هذا الصنف من السمك بمرونته، ويتناسب جيدًا مع البيئة التي تتم تربيته فيها. نقوم بتربية الأسماك لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم نبيعها في السوق المفتوح، مع العلم أن هذا ليس محور تركيزنا.
ما هي بعض الفوائد الأخرى من الزراعة المائية المركّبة، فيما يخص الأسماك نفسها؟
الزراعة المائية المركّبة تحاكي العلاقة التكافلية الطبيعية بين الأسماك والنباتات. وبالإضافة إلى ذلك، بما أن الأسماك من ذوات الدم البارد، فإن نفاياتها الطبيعية التي يتم تحويلها إلى سماد، لا تتعرض لخطر نقل الإشريكية القولونية (إيكولاي) أو السالمونيلا كما هي الحال مع الحيوانات ذوات الدم الحار. كما أن الأسماك تعتبر أيضًا أسرع ما يحوّل البروتينات النباتية إلى بروتينات حيوانية، ولا حاجة لإعطائها هرمونات النمو أو مضادات الحيوية.
وماذا عن الفوائد الإضافية من ناحية الاستدامة؟
أن هذا الأسلوب الزراعي يتيح لنا استخدام 90 بالمئة أقل من الماء مقارنة بأساليب الزراعة التقليدية، كما أن النظام الذي نعتمده يتيح لنا إنتاج ستة أضعاف المحصول لكل قدم مربع مقارنة بالزراعة التقليدية. وبالإضافة إلى ذلك، باستطاعتنا مواصلة الزارعة على مدار العام.
Baby chard
Waste from the Tilapia Nile fish is used to make a natural fertiliser
حدثنا عن منتجاتكم الزراعية الطازجة المتوفرة لدى سبينس.
لدينا ثلاث خلطات من الأغذية فائقة الفائدة: الكرنب الأجعد المائي، والسبانخ المائي، وعبوة سلطة مشكّلة مع السبانخ والكرنب الأجعد والروكا والجرجير. وجميعها غنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية.
ما أهمية الزراعة المائية المركّبة لدولة الإمارات؟
في ظل تزايد أهمية الأمن الغذائي والاستقلال الغذائي، تتيح الزراعة المائية المركّبة توفير منتجات زراعية مكتفية ذاتيًا ضمن النظام البيئي في دولة الإمارات، حيث استخدام المياه مهم، والأراضي الصالحة للزراعة محدودة للغاية.