تذوّقوا نكهة المحيط

تعتبر ماوي آيرلاند المورّد الرائد عالميًا للسلمون العضوي المستزرع. كيف نشأت الشركة؟

كاثرين: نشأت شركة ماوي آيرلاند عام 1979 في شبه جزيرة فاناد في دونغال. تأسّست الشركة على أيدي مجموعة من أصدقاء الجامعة، كان أحدهم مدرسًا في دبلن ولكنّه رغب في خوض تجربة جديدة آنذاك، فقام بتأسيس مزرعة لتربية سمك التراوت مع مساهمَين أيرلنديين. وفي الثمانينات من القرن السابق، استعانوا بمساعدة شركة نرويجية تدعى ماوي، ما أدّى إلى الشراكة الأولى معها. وفي الأعوام التالية، مع تنامي الشركة وازدهارها، استحوذت عليها مصالح نرويجية أخرى. ولكن قبل بضع سنوات، عادت لتندمج مع مجموعة ماوي الكبرى.

ما الذي يجعل من الشاطئ الأيرلندي بيئة ممتازة لتربية السلمون؟

كاثرين: إن ساحل أيرلندا الغربي، أي ساحل المحيط الأطلسي، قليل السكان. ولا ينتشر فيه قدر كبير من الصناعة والنشاط، عدا بعض المزارع الريفية والمجتمعات الساحلية الصغيرة. ونتيجة لذلك، فإن المياه في هذه المنطقة نقية للغاية وطبيعية تمامًا، ما يجعلها بيئة مثالية لاستزراع سمك السلمون الأطلسي.

كيف تجري عملية تربية الأسماك؟

كاثرين: نتّبع حلقة كاملة تعرف باسم القطيع المعزول، تغطّي كل مرحلة بدءًا من التفريخ ووصولاً إلى الحصاد. لدينا وحدات تفريخ خاصة بنا في دونغال. وعندما تصبح الأسماك يافعة، يتم نقلها من المفارخ إلى مواقع المزارع المتواجدة على امتداد الساحل الغربي لأيرلندا، من دونغال في الشمال وحتى كيري في الجنوب. تتم المرحلة الأولى من دورة الإنتاج في المياه العذبة فقط، وتشمل التكاثر وتفريخ البيض والتخصيب والفقس، وتتم في أحواض موجودة على اليابسة على مدى 14 شهرًا تقريبًا.

يخضع سمك السلمون اليافع بعد ذلك لسلسلة من العمليات الفيزيولوجية التي تساعده على التكيّف مع العيش في مياه البحر. وفي تلك المرحلة، نقوم بنقل الأسماك إلى أقفاص في البحر حيث تمكث لمدة 20 شهرًا إضافيًا، ولدينا ما يقرب من 14 موقعًا بحريًا لذلك. بشكل عام، تستغرق تربية الأسماك من أجل الحصاد حوالي ثلاث سنوات.

يتميّز السلمون العضوي الذي نحصل عليه من ماوي آيرلاند بأنه متسّق دومًا من ناحية النكهة والجودة، فما هي الخطوات التي تتبعونها لضمان الجودة الفائقة في كل دفعة؟

كاثرين: عملية الإنتاج برمّتها، من التفريخ حتى الحصاد، ترتكز على المبادئ العضوية. إذ يجب أن يتوافق الغذاء الذي نقدمه لأسماكنا مع المبادئ العضوية من ناحية المكونات، ولكن ينبغي علينا أيضًا تلبية الاحتياجات الغذائية للأسماك. لذا يتم اختيار العلف بعناية على أن يتضمن مكونات مثل مسحوق السمك، وزيت السمك من القصاصات الفائضة، والبازلاء والحبوب العضوية، والقمح العضوي، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن.

نحرص على تربية الأسماك بكثافة منخفضة؛ فالحد الأقصى لكثافة الأسماك في أقفاص مياه البحر هي 10 كيلوغرامات من الأسماك لكل متر مكعب من المساحة المائية، ما يمنحها مساحة وافرة للنمو والتطور. وعلينا أيضًا أن نتعامل مع الآفات والأمراض بحذر شديد، فيتم تحصين جميع أسماكنا ضد أمراض السلمون الأكثر شيوعًا قبل إرسالها إلى الأقفاص في البحر. وفي تلك المرحلة يجب أن نكون مستعدين لمكافحة الطفيليات التي تحدث بشكل طبيعي، ونتهيّأ لذلك من خلال إدخال أسماك أنظف إلى أسماك السلمون المتواجدة لدينا كونها تتغذى بشكل طبيعي على الطفيليات الموجودة على الأسماك الأخرى. لقد عمدنا إلى تكييف هذا النهج في عمليات استزراع السلمون، ونتيجة لذلك، نادرًا ما نضطر إلى معالجة السلمون من الطفيليات.

أخبرينا عن دور الاستدامة في عملية الإنتاج لدى ماوي آيرلاند.

كاثرين: إن المياه العذبة والبيئات البحرية النقية ضرورية لإنتاج الأسماك، وخاصة في عمليات الاستزراع العضوية لدينا. وكما ذكرت سابقًا، بدأنا الاستزراع هنا منذ عام 1979، وهو إرث مديد، وتشكّل الاستدامة فيه عنصرًا مهمًا. نحن لا نركز فقط على الاستقرار البيئي، وإنما نهتم أيضًا بالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، فنوظف أشخاصًا في المجتمعات الساحلية والهامشية ممن لا تتوفر أمامهم عدة فرص عمل أخرى. والعديد من موظفينا هم مربّو أسماك من الجيل الثالث (أي بدأ أجدادهم العمل معنا في مستهل مسيرتنا). وهذه هي الركائز الثلاث للاستدامة التي نُعنى بها لأننا نعتمد على الموارد الطبيعية والموارد البشرية معًا.

السلمون غنّي طبيعيًا بالأوميغا-3، فما أهميته الغذائية؟

كاثربن: السلمون هي أسماك آكلة للّحوم، إذ يتغذّى السلمون الطليق على الأسماك الأخرى. ونتيجة لذلك، تتراكم الزيوت البحرية في أجسامها. وهذه الزيوت غنيّة بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وبشكل خاص حمض الإيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهكساينويك الضروريان لصحة القلب والأعصاب. وبما أن جسم الإنسان لا يكوّن هذه العناصر الغذائية من تلقاء نفسه، فإننا نعتمد على الأسماك لإضافة هذه الأحماض الدهنية إلى نظامنا الغذائي.