تختص شركة رادنور بريزرفز بصنع مربيات حائزة على جوائز باستخدام مكونات طبيعية، كما تقوم الشركة بإنتاج صنف حصري بسبينس. تحدثنا المؤسِّسة جوانا مورغان عن منتجاتها.
عملت جوانا مورغان لشركة ذا رويال شيكسبير كومباني المرموقة في إطار مهنتها السابقة كمنتجة مسرحية. وكانت آنذاك تقطن في منطقة مجاورة لمسقط رأس شيكسبير، ستراتفورد-أبون-إيفون، في كوخ دون كهرباء يقع على حدود غابة آردن حيث كانت الأشجار الباسقة تنمو قبل أن يبصر الشعر الإنجليزي الشهير النور.
وتقول جوانا "جذبني ذلك الكوخ لأنه كان يحاكي الجانب الرومانسي والمسرحي من شخصيتي، وكان في غاية الجمال حين انتقلت للعيش فيه في ذروة الصيف. ولكن مع حلول الشتاء، تبدأ الحاجة لإشعال الشموع للإنارة منذ الساعة الثانية بعد الظهر، ويتعلّم المرء أن يقدّر النور الطبيعي، وأنه كان يعتبر إمكانية شراء المنتجات خارج موسمها وحفظها في المجمدة أمرًا بديهيًا."
ترعرعت جوانا على حب البستنة منذ صغرها، مثل والدها وجديها، وبدأت بإعداد المربيات للسبب نفسه الذي دفع الناس لإعدادها قبل اختراع المجمّدة، أي لحفظ محصول الخضار والفاكهة بوسيلة تؤمّن احتياجاتهم خلال الأشهر المظلمة والباردة. وقد استخدمت في مهمتها هذه كتاب وصفات جدّها الملطخ بالشمع، وقدر جدّها النحاسي العتيق، وموقد للطهي يشغّله سخّان ريبورن غير موثوق يعمل على الوقود. لذا لا بد من سؤالها عمّا توصلت إليه من أسرار أو مهارات باهرة خلال تلك العملية، علمًا أنها سرعان ما أصبحت شهيرة بصنع أفضل أصناف المرملاد في العالم، ما ينعكس في حصولها على جائزتين ذهبيتين من جوائز المرملاد العالمية في عام 2015.
وتجيب "أتساءل بنفسي عن الأمر نفسه. وأعتقد أنني كنت شديدة الانضباط في العمل عندما بدأت. كما كنت شديدة التركيز. ولعل الأمر مشابه لمن يحاول تعليم نفسه أية حِرفة. إذ يبدأ بتشكيل لَبِنات البناء، ويصبح الأمر فطريًا للغاية. لكني لم أهدف قَطّ إلى بناء إمبراطورية في عالم صنع المرملاد..."
ومع ذلك، فإن الأمور جرت على هذا المسار مع تأسيس شركة رادنور بريزرفز عام 2010. وبحلول عام 2015 الذي تكلّل بنجاح باهر، انتقلت إلى العمل في مطبخ تجاري أكبر حجمًا مجاور لمنزلها في جبال كمبريا في ويلز، كما واصلت طرح مجموعة منتجاتها المتوسّعة في معارض تجارية معروفة، مثل معرض غلفود الشهير الذي يقام في دبي.
كان وصول منتجاتها إلى متاجر سبينس الخطوة المثلى للنفاذ إلى أسواق الشرق الأوسط، بغضّ النظر عن ظهور منتجاتها من المربيات والتشاتني والجيلي في متاجر بريطانية فاخرة مثل فورتنوم آند ميسون. وبعد ست سنوات من تأسيس رادنور بريزرفز، أصبحت سبينس تقدّم تشكيلة متنوعة من منتجاتها، تشمل مرملاد برتقال إشبيلية الكلاسيكي، ومرملاد الليمون الأخضر المقطّع يدويًا مع الطحلب البحري، وهو منتج فائز بالإجمال عن فئة المرملاد والمربيات في حفل توزيع جوائز ذا غريت بريتيش فود أواردز لعام 2020. وتقول جوانا إن الطحلب البحري يتم حصده من شواطئ ويلز وإنه "يمنح مذاق الليمون الأخضر مزيدًا من الانتعاش."
كما قامت بتطوير مرملاد بالبرتقال والتمر خصيصًا لسبينس، لتقديم منتج يجمع بين نكهتين متوازنتين لتلبية أذواق المستهلكين البريطانيين والإماراتيين على حدّ سواء. وما تزال جوانا، وأفراد فريق عملها الصغير المؤلف من خمس نساء، يصنعن المرملاد بالطريقة نفسها ويقطّعن المكونات يدويًا، علمًا أن جوانا نفسها لا تزال تستخدم قدر جدها النحاسي عند تطوير الوصفات الجديدة. والعمل جارٍ على تطوير تشكيلة مستوحاة من البيئة المحيطة ومعزّزة بنكهة أزهار القندول الجبلية.
قد يزعم العديد من الأشخاص اليوم أن منتجاتهم حِرَفية، لكن الواقع أن منتجاتنا هي حرفية بحقّ.
"يستغرق تقطيع القشور يدويًا وقتًا طويلاً، لكن ذلك يمنح المنتج طعمًا مذهلاً لا يقارن بأي منتج شبيه مصنوع باستخدام الآلات. قد يزعم العديد من الأشخاص اليوم أن منتجاتهم حِرَفية، لكن الواقع أن منتجاتنا هي حرفية بحقّ. فقد يستخدم العديد من أولئك مكونات مجهّزة مسبقًا، بينما نستخدم نحن مكونات محلّية، ونحصل على سائر أصناف البرتقال من مزارع عضوية، ونقوم بإعداد كل شيء في مطبخنا. ولا نستخدم سوى الفاكهة والخضار الطبيعية."
والآن وقد ظهرت منتجاتها في الإعلانات بمطار هيثرو، وتم تقديمها في السفارات البريطانية حول العالم، ترى هل تفتقد تلك الأيام التي كانت تسكن فيها بمفردها في الكوخ المنار على ضوء الشموع؟
"أفتقد الفترة التي كنت أعد فيها المربيات لأستمتع بالأمر وحسب. أما الآن فقد أصبح إعدادها مهنتي، ويرتبط بعدة أمور أخرى. لقد ولّت مرحلة كونها هواية."
ومع هذا، يُعرف عن جوانا أنها كانت عندما تذهب في إجازة إلى مكان ما مع أسرتها، كانت تتوجه إلى السوق فورًا لشراء المشمش وإعداد مربى للفطور. وأعدّت حديثًا كيك فيكتوريا مع حشوة من مربي توت العليق والهيل المدقوق، وهو أول صنف مربّى ابتكرته بنفسها.
دهشت جوانا عند تناول الكيك وقالت لنفسها "لقد نسيت كم طعمه لذيذ." إذًا من المؤكد أن ما اكتسبته في تجربتها بغابة آردن، ما يزال يأتي بثماره.