اطّلعوا على أحدث صيحات الطعام والمكوّنات المنشودة والطعام الفاخر للحيوانات الأليفة
الطعام الحلو والحار
بُدّد الغموض الذي كان يلف الأومامي، هذا "المذاق الخامس" المبهم، تبديداً تاماً بعد بضع سنوات من تعرّضه المفرط في سياقات أنيقة في المطبخ الآسيوي المعاصر. إن كنتم تنشدون لمحة جديدة من النكهات التي اشتهرت حديثاً لتستكشفوا مذاقاً لم تختبروه من قبل، جرّبوا المزيج الحلو الحارّ الذي يتجلّى في مأكولات مثل رقائق الفلفل المشبّعة بالشوكولاتة والعسل أو المساحيق المصنوعة منها. تلذذوا بالمطبخ الكوري الجنوبي المتخصص بنكهة "سوايسي" الحلوة الحارّة قبل ابتكار هذا المصطلح المركّب الجذاب بسنين طويلة، واستمتعوا بأنواع النقيع المثالية التي يتم تحضيرها لتنكيه أطباق مثل الدجاج والتي تُخلط فيها عادةً صلصة الفلفل الحار مع طبقة سكّرية فاكهية
التمور
قد تدور صرعات الطعام، على ما يبدو، في حلقات تعود مباشرةً إلى فجر الحضارة. وتبقى التمور التي حُصدت أولاً في الهلال الخصيب حوالي العام 4000 ق.م. مكوناً أساسياً متعدد الاستعمالات في مطبخ الشرق الأوسط، فيما تتم إعادة اكتشافها وتغيير وجهة استعمالها في كل أنحاء العالم بصفتها مكوّناً مُحلياً نباتي المصدر. تشكّل التمور المكوّن الرئيسي في عدد كبير من الوجبات الخفيفة وألواح الطاقة بفضل مذاقها الذي يحاكي نكهة الكراميل وقوامها المضغي، وقد أضيفت مؤخراً إلى قائمة الأطعمة الطبيعية والبدائل الأكثر صحية عن السكّر المكرر المضاف إلى منكّهات مثل الشراب أو الكاتشب
أوبي
يُعدّ الأوبي صنفاً من أصناف اليام الأرجواني يعود أصله إلى الفلبين، حيث يخلطونه عادةً مع اللحم المفروم ويستعملونه أيضاً في تحضير الحلويات. بدأ الخبازون والطهاة من كل أنحاء العالم يهتمّون بشكل متزايد بهذا المكوّن، وراحوا يستعملونه لتحضير بودينغ الخبز والكريم بروليه والآيس كريم والكوكيز. يُعتبر الأوبي ثمرة غير مسببة للحساسية، ويزخر بالكالسيوم والألياف القابلة للذوبان والدهون الصحية، ويلفت لونه البنفسجي الجذاب الأنظار لدى تقديم الوصفات التي تحتوي عليه عبر إنستغرام وتيك توك.
الأسماك المعلبة
حين نقول سمكاً معلباً، يخطر إلى أذهاننا فوراً التونا المعلّبة في السوبرماركت. أمّا الإسبان والبرتغاليون فقد أتقنوا منذ وقت طويل فن الطهي المتمثل بتعليب الأسماك من الدرجة الأولى بصفتها مأكولات فاخرة تؤكل في المنازل أو المطاعم التقليدية، وتقدّمها هذه الأخيرة إجمالاً كأطباق إنلاتاسيس (أي المأكولات المعلبة) مباشرةً من المعلبات. وانتقلت هذه العادة خارج نطاق الجزيرة الإيبيرية إلى كل حنايا العالم مؤخراً، إذ إن الاستراحات الفاخرة ومطاعم البيسترو وشاحنات الطعام الأكثر عصريةً بدأت تعتمد معلبات الأنشوفة أو الماكريل أو السردين لتزيين البيتزا أو حشو شطائر التاكو، كما تستعمل هذه الأسماك بمثابة مكوّنات أساسية في أطباق الباتيه والتيرّين التي تقدّمها.
طحالب الكِلب
احتلّت طحالب الكِلب الصدارة على الكايل في مقام الخضروات الورقية شديدة الخَضار المفعمة بالمغذيات. وجاء مصدر الغذاء الوافر بشكل طبيعي هذا من البحر في الوقت المناسب، وسط القلق السائد حيال تلف المحاصيل المزروعة على البر إثر تغيّر المناخ. فلا يتطلب الكِلب الأسمدة أو المياه العذبة لينمو، كما يمتص الكربون بشكل فعّال ويتخلّص من العوامل التي تسبّب انتشار الطحالب الضارة. كما يفيض بالألياف واليود والمغنيسيوم، ويحتوي على نسبة كالسيوم أكثر بكثير من الحليب ويزخر بالفيتامين سي أكثر من عصير البرتقال. تُعدّ نودلز الكِلب طبقاً شائعاً في كافة دول شرق آسيا كما انتشر في أسواق أخرى أيضاً؛ وبدأ عشب البحر المتعدد الاستعمالات هذا يُستهلك كوجبة خفيفة مغذية بعد تجفيفه وتحويله إلى رقائق، ويُعتمد كبديل للقمح في تحضير أصناف باستا جديدة صديقة للبيئة وخالية من الغلوتين.
الراحة
أقرّت جمعية الأغذية المتخصصة، سبيشلتي فوود أسوسييشن، أن الاستدامة تشكّل الهاجس الملحّ خلف أحدث التغييرات في عالم الطهي والمطاعم، ولكنها اعتبرت أن الراحة أيضاً تُعد حاجة أساسية هذه الأيام. وصرّحت دنيز بورسيل من فريق تنمية الموارد التابع للجمعية قائلة: "يتطلّع المستهلكون إلى جعل تحضير الطعام عملاً سهلاً ومشوّقاً، وهذا أمر يوجه الكثير من صيحات هذه السنة." أما التحوّل إلى الطهي في المنزل الذي أصبح حاجةً بسبب الجائحة فيستمرّ بصفته نمطاً جديداً. يخوض العالم حالياً حقبةً يُعرض فيها الكثير من طقوم تحضير الوجبات، سواء أكان ذلك مع كبار الطهاة أو أفضل المطاعم أو كاتبي الوصفات الذين يجمعون طقوماً خاصة بهم يسهل استعمالها. وتؤدي هذه الصيحة إلى إجراء التحديثات في تصميم الأغلفة بشكل يسهّل نقل المأكولات المحضّرة للتناول المنزلي، مع الحد من الفوضى والهدر.
أطعمة أفضل للحيوانات الأليفة
يتبع طعام الحيوانات الأليفة الصرعات التي تقودها أطعمة البشر. استغرق اعتماد أصحاب القطط والكلاب بعضاً من المبادئ التي يطبقونها في عاداتهم الشخصية بعض الوقت، ولكنهم في طريقهم إلى تحقيق ذلك. وأفادت مجلة بيتفود إنداستري المتخصصة بموضوع أطعمة الحيوانات الأليفة أن مصطلحات مثل "نباتي المصدر" و"مراعٍ للمناخ" اكتسبت حالياً رواجاً كافياً لتقوم علامات رائدة مثل بورينا بتطوير أطعمة رطبة تُغلّف في أكياس قابلة لإعادة التدوير. ولم يعد بإمكان صانعي طعام الحيوانات تقديم مخلّفات مصانعهم المعظّمة مع مصطلحات توصيف غذائي ملتبسة، لأن أصحاب الحيوانات الأليفة أصبحوا ينشدون أيضاً الأطعمة التي تعزز أجهزة حيواناتهم المناعية بشكل فعّال وتحسّن صحة عظامها وعضلاتها، وتساعدها على الوقاية من أمراض مثل داء السكّري. وأصبح لكلمة "غورميه" دورٌ وازنٌ في المجال، إذ باتت تتوافر أطايب ملائمة للحيوانات الأليفة توازي الأطايب المخصصة للبشر، بدءاً من المصاصات المثلجة، وصولاً إلى شطائر التاكو باللحم والسمك. وطوّر الطاهي البريطاني سيمون ريمر طبق سمك مخصص للقطط سمّاه "شا ديليس" يحتوي على سوشي الكركند وكافيار الحفشية.
زيت الأفوكادو
تراجعَ رواج الطهي بالزيوت النباتية التقليدية بشكل هائل في السنوات الأخيرة، وباتت البدائل تشمل زيت الفول السوداني والكانولا وجوز الهند، ولكن وفقاً لموقع ماركت واتش، يشكّل زيت الأفوكادو أكثر أنواع الزيوت احتمالاً للنمو في العام 2023. جعلت منه خصائصه الغذائية والمرطّبة المفعمة بالزيوت مكوناً أساسياً في صناعة مستحضرات التجميل؛ لكن حين يأتي على هيئة زيت بكر ممتاز، يُعد أيضاً بديلاً صحياً عن الخلاصات النباتية الأثقل منه، إذ يتحلى بقوام خفيف ومذاق حيادي حين يُرش على أطباق السلطة، ويمتاز بنقطة تدخين عالية جداً، وهي سمة ضرورية جداً في زيوت القلي.
كاري
أصدر محللو الاتجاهات الأميركيون لدى شركة دابليو جي إس إن تقريراً للمستهلكين يصنّف الكاري طعاماً يجذب كل شخص "ينشد النكهات الدافئة والمريحة ويطلب الحداثة في آن". بكلمات أخرى، تتوافر مقابل كل صنف إقليمي من الكاري يألفه مستخدموه الأصليون أصناف مختلفة آتية من ثقافات وحضارات أخرى يتلذذون بها. تتحلى دول عديدة بوصفاتها الخاصة من هذا المكوّن الذي ازداد انتشاراً حول العالم، بدءاً من اليابان والنيبال، وصولاً إلى دلهي ودوربن. ويُنسب الاهتمام المتزايد بهذا الطبق إلى الحقبة التي تلت فترة الجائحة، حين تذوّق عدد كبير من الناس هذه الوجبة السريعة للمرة الأولى وسط ظروف الحجر الصحي، واكتشفوا مذّاك الوقت متعة تحضير طبق الكاري الخاص بهم في منازلهم.
تجربة تناول الطعام الصامدة للكوارث
ستزيد الأحوال الجوية الكارثية للعام 2022 من الدوامات القطبية إلى القباب الحرارية، الأعباء للسنة المقبلة على الأطعمة التي تساعد المستهلكين على تحمّل هذه الظروف الطارئة والمفاجئة. وقد حدّدت شركة مينتل، المتخصصة في علاقات المستهلك، سوقاً نامياً لمؤن الطوارئ التي توفّر تغذية مفعمة بالطاقة تُستهلك في خلال فترة الفيضانات والجفاف، بالإضافة إلى سلع أكثر تخصصاً مثل المأكولات والمشروبات المعززة بمكوّنات تساعد على ترميم البشرة المتضررة إثر الأشعة ما فوق البنفسجية. وفي تباين حاد، تصنع علامات مثل إنرهيلث بوتانيكلز وليغاسي بريميوم حُزمَ صمود تتميز بمدة صلاحية طويلة تضم أيضاً أنواع باستا مجففة عضوية خالية من الغلوتين بالإضافة إلى الفواكه والحلويات، إذ طوّرت هذه العلامات الطعام المجفف بأبعاد غير مسبوقة من حيث النكهة منذ المهام الأولى إلى القمر.