لقد شاهدت الناس يدخلون حياتي ويغادرونها على مدى السنوات الـ17 الماضية. وخلال هذه الفترة، نسجتُ علاقاتٍ عدّة، بعضها ما يُعتبر صداقات تدوم مدى الحياة، والبعض الآخر عابر يكون كناية عن موعدٍ ليلعب الأطفال مع بعضهم في الحديقة، أو للدردشة حول مشروع عمل، أو لقاء مع أحد الجيران اللطفاء. من هذا المنطلق، سأقدّم لكم بعضاً من أهمّ النصائح والمعلومات لمساعدتكم في تكوين مجتمعكم الخاص في المدينة:
التعبير عن الرغبات بشفافية:
دائماً ما يبهرني الأشخاص الذين ينشرون على صفحات الفيسبوك رغبتهم في تكوين علاقات جديدة، مثلاً "أنا جديد هنا" أو "أنا من مشجعي نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، وأتوجّه الآن لمشاهدة المباراة - هل مَن يريد الانضمام إليّ؟" أو "أنا أعيش في XXX مع أطفالي، ونريد تنظيم موعد للعب!" ويتلقون استجابة كبيرة من متابعيهم، حيث تتدفّق في حساباتهم التعليقات والرسائل المباشرة. لذلك، أنصحكم باعتماد هذا النهج لتوسيع نطاق صداقاتكم، وكونوا منفتحين على نشر مثل هذه المنشورات أو الاستجابة لها، فلن تحصلوا على مرادكم ما لم تعبّروا عنه.
نسج العلاقات من خلال المجموعات:
صدّقوني، لستم الوحيدين الذين يريدون الانتماء إلى مجموعةٍ ما، فثمّة الكثير من الأشخاص الذين يرغبون في تكوين الصداقات! ولحسن الحظ، يمكنكم العثور عليهم من خلال شبكات ومجموعات عدّة نذكر منها "النساء اللواتي يزدهرنَ" (وومن هو ثراف) و"فنجان قهوة مع مغترب" (كوفيه ويذ أن إكسبات) و"الروح الأخوية في الإمارات" (بروذرهود يو أيه إي)، فضلاً عن مجموعات الأعمال المرتبطة بمهنكم أو أيضاً مجموعات رواد الأعمال. ولا شكّ أنّ المرء قد يشعر بالتردّد والتوتّر للذهاب إلى مثل هذه اللقاءات في البداية، وهذا شعورٌ يتشاركه الجميع، ولكن لا داعي للقلق لأنّ المنظّمين على أهبّة الاستعداد للمساعدة.
الاستعداد للقاء الأشخاص في أيّ مكان، بدون أي استثناء:
لقد كوّنتُ صداقاتٍ في مواقف السيارات، وغرف الانتظار في المستشفيات، وعلى الإنستغرام... إنّ الاستعداد لتبادل أطراف الحديث أو بدء محادثة قد يؤدّي إلى تفاعلات غير متوقعة، ويتجلّى ذلك في أبسط الحركات، على غرار إشاحة النظر أثناء الانتظار في طابور طويل، أو طرح سؤال صادق، أو طلب نصيحة، أو التربيت على كلب ظريف أثناء النزهة الصباحية. وكونوا منفتحين على مقابلة أشخاص جدد.
بناء العلاقات الجديدة عن طريق الأطفال:
صحيحٌ أنّه أمرٌ مبتذل، لكنّ مجموعات الأمهات ولقاءات الأهل في المدرسة وأنشطة نهاية الأسبوع تساعد في لقاء الأشخاص الجدد، بالطبع إذا كان المرء مستعداً لهذا الأمر. تكتسب بعض المجموعات مكانةً خاصة لدى المنتمين إليها، ومنها نذكر مجموعة "بايرتس سورف" التي تشجّعهم على تخطّي حدود العلاقات الرسمية والمشاركة في الأنشطة المجتمعية على نطاق أوسع، مثل رحلات التخييم أو دروس التجديف. وقد تنطلق المحادثة أثناء تدريبٍ لأطفالكم على لعبة الرغبي، أو ارتشاف القهوة بعد إيصال الأطفال، أو تنظيم أمسية لآباء تلاميذ الصف ضمن مجموعة الواتساب، فنستنتج أنّ هذا القاسم المشترك قد يساعد في تكوين الصداقات.
العودة إلى هواية أو رياضة تحبونها:
لقد انضممتُ مؤخراً إلى جوقة، إذ أحببت هذا النشاط منذ صغري. لذلك، مهما كان شغفكم، لم يفُت الوقت بعد لتحقيقه. أمّا في عالم الرياضة، فقد تهيمن أجواءٌ من الغرور على بعض النوادي الرياضية، غير أنّها بعضها الآخر يحرص على توفير الراحة والطمأنينة للمشاركين فيها، على غرار منصة "ذا ترينينغ روم" التي تمتاز بأجواء مريحة وتستضيف النزهات مشياً على الأقدام لمسافات طويلة في عطلات نهاية الأسبوع كما تنظّم أمسيات اجتماعية مميزة. وقد يتحوّل اهتمامكم إلى اتجاهات أخرى، على غرار كرة الشبكة أو نوادي المطالعة أو مباريات كرة القدم الخماسية أو الملاكمة، أو دورة تدريبية مع شركة ذا تايستنغ كلاس أو نوادي العشاء. فكثيرةٌ هي مكامن الاهتمام والأنشطة الترفيهية التي يمكن القيام بها.
أتمنّى لكم حظاً موفقاً، وأدعوكم لتتحلّوا بالشجاعة وتدركوا أنّ أي شخص سيكون محظوظاً باعتباركم صديقاً له.
لا تفوت
استمعوا إلى صفّ "مطبخ المزارع" عبر إذاعة دبي آي 103.8 إف إم بالتعاون مع سبينس. من الساعة 2 حتى الساعة 5 مساءً كلّ يوم جمعة
متوفراً الآن
ألّفت هيلين كتابها الأوّل للأطفال بعنوان "مغامرات ماما السرية". ويُباع في الإمارات العربية المتحدة في المكتبات وعبر الإنترنت.