كنتُ أتصفح الإنستغرام عام 2019 عندما صادفت امرأة تبتكر كافة تعابير الوجه، بما في ذلك إخراج لسانها إلى أقصى حدّ ممكن بما يحاكي وضعية الأسد في اليوغا. أضحكتني تعابيرها ولكنّها لفتت انتباهي أيضاً، إذ كانت في أواخر الخمسينيات من عمرها لكنّ بشرتها مرنة ومتوهّجة وخالية من التجاعيد والخطوط البارزة.

بالانتقال سريعاً إلى العام 2024... بتّ أستيقظ كل صباح وأمارس تمارين يوغا للوجه بحيث تجمع بين تمارين الوجه والتدليك، فتسهم في تعزيز التصريف اللمفاوي وتقليل التورّم والانتفاخ وتعزيز الدورة الدموية. يمكنني التغاضي عن هذا النظام للعناية بالذات الذي يستغرق 10 دقائق بمنتهى السهولة، إذ يمكنني اعتباره ممارسة مبالغ فيها، ولكنّه يساعدني في تهدئة أعصابي ويرسي في نفسي التوازن اللازم لأمضي يوماً ناجحاً. كذلك، لطالما كانت بشرتي عرضة للبقع وحبّ الشباب، ولكنها تحسّنت بشكلٍ كبير منذ أن بدأت ممارسة هذه التمارين.

يعتقد البعض أنّ هذه الممارسة الشاملة ظهرت على الساحة منذ سبع إلى ثماني سنوات، غير أنّها موجودة منذ آلاف السنين. في الواقع، تؤكّد كلّ من تمارين الأيورفيدا والطبّ الصيني التقليدي على فوائد تمارين الوجه والتدليك والعلاج بالإبر من حيث الحفاظ على شباب البشرة وعضلات الوجه والعنق وتجديدها. هذا وأدّت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في انتشار هذه الممارسات، وحصل ذلك في الوقت المناسب بالنسبة إلي.

في هذا السياق، توضح خبيرة التجميل الشامل المقيمة في دبي أوما غوش، قائلةً: "يُعتبر الجزء الخلفي من العنق المنطقة الأكثر عرضةً للاحتقان لأنّنا ننظر إلى هواتفنا أو نحدّق في شاشات الحواسيب لفترات طويلة. ونتيجةً لذلك، تستمرّ عضلات العنق والصدر في سحب عضلات الوجه إلى الأسفل، ولهذا نرى خطوطاً بارزة تتشكّل على الوجه." قد يبدو هذا الأمر سلبياً ومخيفاً إلى حدٍّ ما، ولكن لم يفُت الأوان بعد لنبدأ بمعالجة الضرر الذي نلحقه بأنفسنا.

في هذا السياق، تضيف مدربة الركض والمدربة الشخصية المقيمة في دبي، والمدربة المعتمدة لتمارين يوغا الوجه منذ ثماني سنوات إيما فيليبس، قائلةً: "تشكّل تمارين يوغا الوجه بديلاً طبيعياً عن البوتوكس أو الإجراءات الجراحية، كما أنها تساعد على إزالة الاحتقان في عضلات الوجه وتخفيف الصداع".

بالإضافة إلى ذلك، تشدّد إيما وأوما على أنّ الالتزام والصبر هما المفتاح لتحقيق نتائج واضحة. وعلى غرار معظم الممارسات الشاملة، تتطلب تمارين يوغا الوجه تخصيص وقتٍ لها، على الأقلّ 5 أيام في الأسبوع، حتى ولو كان ذلك لمدة 10 دقائق فقط. وتضيف أوما قائلةً: "تستغرق الخطوط والتجاعيد والانتفاخ سنوات لتتشكّل على وجوهنا، ولا يمكنكم توقّع اختفائها بين ليلةٍ وضحاها. ولكنّ تمارين تمديد الوجه المنتظمة تعود بتأثير إيجابي على جودة البشرة والتصريف اللمفاوي".

يوصي مدرّبو يوغا الوجه بالاستعداد لممارسة هذه التمارين عبر إجراء تمرينَين أو ثلاثة تمرينات لتمديد عضلات الوجه والعنق وتقويتها قبل البدء بممارسة المزيد من الوضعيات. وتنطبق القاعدة نفسها على تدليك الوجه، إذ يُعدّ إتقان الأسلوب الصحيح أكثر أهمية من ممارسة الكثير من الضغط على الوجه. في بداية نظام العناية بالذات، دلّكوا الترقوة بلطف قبل الانتقال إلى أعلى العنق وخلف الأذنين. والجدير بالذكر أنّ جسم الإنسان يحتوي على حوالي 800 عقدة ليمفاوية، يقع 200 منها في العنق. ويسهّل الجهاز اللمفاوي الصحي إزالة السموم من أجسامنا، لذلك يجب تنظيف الأوعية اللمفاوية لتتدفّق السوائل بسهولة. بعد تنشيط هذه الأوعية، تُطبّق تمارين تستهدف عضلات الوجه وتساهم في تحفيز الدورة الدموية وتعزيز مستويات الأكسجين، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على بشرتنا.

لكن، يجب على المرء أن يكون لطيفاً على بشرته بدلاً من نسخ نظام شخص آخر عشوائياً. لذلك، ننصحكم باللجوء إلى مدرّب معتمد في مجال تمارين يوغا الوجه ليوجّهكم خلال هذه التمارين. وتضيف إيما محذّرةً: "لقد شاهدتُ الكثير من الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي لشباب في العشرينات والثلاثينات من العمر يمارسون يوغا الوجه، ولكنّهم يتعاملون مع بشرتهم بقسوة، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى ظهور مزيد من الخطوط والتجاعيد." صحيحٌ أنّ أيّ شخص يمكنه ممارسة يوغا الوجه، ولكن تذكّروا أنّها توفّر تأثيراً معاكساً تماماً للبوتوكس، حيث يعمل هذا الأخير على شلّ العضلات وتقليص حركتها، بينما تعمل يوغا الوجه على تنشيط العضلات، مما يقلّل من تأثير الحقن مثل البوتوكس والحشوات التجميلية عليها. لذلك، يُفضّل الانتظار لمدة أربعة إلى ستة أسابيع بعد هذه "العلاجات" لبدء تمارين الوجه والتدليك.

في عصرنا اليوم، تزخر المنصات الإلكترونية بالشخصيات المؤثّرة والعلامات التجارية المتخصّصة في مجال العافية، وتستخدم هذه الأخيرة أدوات مثل بكرات الوجه وتقنيات غواشا وأكواب الوجه وغيرها باعتبارها أدوات أساسية لممارسة تمارين يوغا الوجه. ومع ذلك، تعتقد أوما أنّ "أيدينا سحرية" ويمكننا تحقيق النتائج نفسها من خلال تطبيق التقنيات الصحيحة والضغط الملائم، إذ لا تتطلّب تمارين الوجه سوى وجه نظيف حتى تتمكّن البشرة من التنفس، غير أنّ تدليك الوجه في المقابل يستلزم تطبيق مادة وسيطة مثل زبدة الشيا أو أي زيت يناسب نوع بشرتكم لتسهيل حركة الأصابع على البشرة. يبدو الأمر سهلاً، أليس كذلك؟ قبل الانطلاق في هذه التجربة العلاجية، التقطوا صوراً لوجهكم من الجهتين الأمامية والجانبية. ثم راقبوا النتائج التي ستحصلون عليها بعد ستة أسابيع فقط.

للمزيد من المعلومات حول تمارين يوغا الوجه، قوموا بزيارة صفحتَي أوما umaghosh@وإيما ultrafit_emma@ على إنستغرام.