وجبة غداء طويلة مسترسلة
تقع في وسط مجمّع فندق جيلي لانكانفوشي حديقة عضوية وارفة، إحدى ميزاتها الأكثر رقياً؛ تحتضنها أشجار نخيل شامخة وغطاء نبات الأدغال، وتتخللها صفوف من العلب الخشبية العتيقة المظهر التي تزخر بالأعشاب ونبتة الناوباكا المزهرة وأزهار مجد الصباح، بالإضافة إلى باقات من شتول السبانخ والجرجير والثوم المعمّر وأزهار الشمر وعشبة الليمون المغروسة وقروع المر المتدلية وكرمات الباشن فروت الخلابة وغيرها الكثير.
هذا ولا يستخدم فريق البستانيين أيّ مواد كيميائية أو مبيدات حشرات، لا بل يعتمدون حلولاً طبيعية مثل الرذاذ المصنوع من قشرة الموز المخمّرة أو مياه الأرزّ لإبعاد الآفات الزراعية، ويصنعون السماد من مخلّفات مطبخ المنتجع والأوراق اليابسة والطرية، كما يستخدمون مياه معالِجة من وحي وصفة سريلانكية تقليدية. والنتيجة؟ تربة صحية تفيض بديدان أرض مسرورة تنمو، على ما يبدو، بتناول قشر البطيخ.
وحين يغيب الطاهي الرئيس هاريناث غوفِنداراج عن المطبخ، تجدونه في هذا الملعب المنقطع النظير، الذي يصفه بمكان يستقي منه الإلهام دون انقطاع. وهو المكان الذي يتلذذ به زوار المنتجع بتجربة غداء نباتي صرف متعدد الوجبات. يحضّر هاري الأطباق الشهية مباشرةً أمام مائدة الزوار وسيرفّه عنهم ويسحرهم بقصص عن خلفيته وحبّه لابتكار أطباق جديدة، وسيُطلع المستمعين على رواية كل وجبة يقدّمها في هذه التجربة. ستستغرق المغامرة بكاملها ساعتين على الأقل، وهي رحلة تبدأ بالتلذذ بطبق سيفيتشي بالألوي فيرا وجوز الهند (قيّمته فاعلية فود آند هوتيل آسيا بالجائزة الذهبية)، وتليه أطباق مثل شوربة غازباتشو الخضراء الحارّة ووعاء سلطة مقرمشة تزيّنها الأزهار الصالحة للأكل وريزوتو فجل الإسقلوب النباتي والفطر المقدّم على طبقة من بوريه البطاطا الحلوة، وطبق بسيط ولكن منقطع النظير من ستيك نباتي مفعم بالباذنجان المشوي وطبق آيس كريم من عشبة الباندان الطازجة.
درب التوابل
يقدّم تناول المأكولات المحلية خلال رحلات السفر إدراكاً أعمق وذا مغزى عن ثقافة البلاد وشعبها؛ إلا إن إمضاء الإجازة في جزر بعيدة ونائية يصعّب من مصادفة هذه الفرص الاستكشافية الشيّقة. ولكن ولحسن الحظ سيشارككم طهاة منتجع جيلي أطباقاً تقليدية بكل سرور، من دون توفير أيّ طبق وارد أو غير وارد على القائمة. وإليكم لائحة من الوجبات الشهية التي يمكنكم أن تطلبوها، لا بل يمكنكم حجز دروس طهي وتحضير طبق كاري مالديفي يزخر بأسماك الشعب المرجانية بأنفسكم. امضوا أوقاتاً من العمر وأنتم تختبرون تحضير وصفات شهية مع مكونات محلية. وننصحكم بمتابعة هذه المغامرة بتجربة تذوق ألذ الأطباق، من ضمنها الطبق الذي حضّرتموه، تشمل أشهى أصناف الكاري من كل أنحاء العالم. تأتي هذه الوجبة في باقة تزخر بالألوان الزاهية والنكهات اللذيذة المستقدمة من الهند والفلبين واليابان وتايلاند ونيبال وبنغلادش وإندونيسيا وسريلانكا وباكستان، وهي البلدان الشيّقة التي جاء منها أعضاء طاقم مطبخ المنتجع.
كما نقدّم بالإضافة إلى أشهى طبق كاري السمك المنكّه بالأعشاب العطرية والتوابل، طبق كاري لحم البقر المدخّن من وحي أطباق باكستان المفعمة بالنكهة الحمضية.
سوشي، ساشيمي، ومأكولات بحرية ومشاهد عن البحر
يدعوكم المطعم الياباني الفاخر باي ذا سي المستكنّ بين أحضان منتجع جيلي إلى الانغماس في مشاهد البحر الخلاب الذي يطل عليه مع ديكوره المصمم بأسلوب التراسات، ويقدّم لكم أشهى أنواع السوشي والساشيمي، والأطباق المستوحاة من المطبخ الياباني التي يتم تحضيرها بأكثر الأسماك طزاجة ولذّة، وذلك بفضل جهود سمّاك محلّي يأتي إلى جيلي بما اصطاده من الأسماك الطازجة عند الساعة 6 مساء يومياً، فيجهّز طاقم المطبخ نوعين من التونا وباقة واسعة من أسماك الشعب المرجانية بحلول الساعة 7 ليتلذذ بها الزوار. وتحلو مشاهدة الطهاة وهم يعملون في مطبخ مفتوح تتخلله مشواة تيبنياكي لمنشدي العروض المسرحية! تذوّقنا تشكيلة واسعة من الأطباق في المطعم في خلال بضع زيارات. وصحيح أننا وجدنا كل شيء بلذة لا تقل عن الأمرار السابقة، إلا إننا وجدنا أنفسنا ننساق دوماً إلى تشكيلة السوشي والساشيمي التي حضّرها الطاهي (وتتخلل أسماك التونا المالديفية الطازجة عدداً كبيراً منها)؛ بالإضافة إلى ترياكي سمك الشعب المرجانية المحمّرة مع الباذنجان والفلفل الأسود، وطبق هاماشي كاما المؤلف من السمك المشوي الريّان والمفعم بالعصائر إلى جانب خضروات مشوية مقرمشة وصلصة ميسو التاما.
الجنة بين أيديكم
ستجدون في قاع الأدراج الزجاجية موقعاً آخر من باقة الأماكن الرائعة التي يتضمنها منتجع جيلي، وهو مخزن سفلي يشكّل الملاذ المثالي لتناول وجبات عشاء خصوصية أو تذوّق الشوكولاتة المنزلية مع التلذذ بزجاجات من أفخر أنواع مشروب العنب يفتحها لكم ساق خبير. تم تصميم هذا "الكهف" الدافئ حول قطعة كبيرة من الخشب المجروف رمته الأمواج على الشاطئ، وتمّ تحويله إلى مائدة خلابة تحيط بها جدران خشبية مصنوعة من المواد المعاد تدويرها.
يقدّم لكم المخزن قائمة فاخرة من شتى أنواع المشروبات غير الروحية، إلى جانب تشكيلة واسعة من مشروبات العنب المعتقة اللذيذة الذي يبلغ عددها بالمئات.
ختامها مسك
إليكم نشاط لا بد من الانغماس فيه أقلّه مرة واحدة خلال إقامتكم في منتجع جيلي، وهو النوم تحت سماء مرصّعة بالنجوم. سينسّق لكم ساق خصوصي هذه التجربة الساحرة، ويهيّئ لكم الأجواء مع سرير مريح تملؤه الوسائد وتحيط به الشموع الرومنسية على سطح تراس الفيلا الخاصة التي ستقيمون فيها. كما يتوفر مشروب العنب الفوار عند الطلب، ويحلو تناول وجبة الفطور داخل السرير في الصباح التالي!