يقف جيم بيغل في أكبر كرم عنب في العالم مخصص لزراعة صنفٍ اسمه عنب كونتون كاندي. يشغل جيم منصب مدير عام الشركة ومالكها المشارك، حيث تُعتبر الشركة الأولى التي أطلقت هذا الصنف من خلال برنامج التهجين المستدام لديها، ودعته باسم يحاكي نكهته الفريدة، حيث أنّ طعمه شبيهٌ كلّ الشبه بنكهة غزل البنات، كما يشير اسمه. ويتذكّر جيم أنّه هو شخصياً لم يحبّ هذا الصنف عند إنتاج العينات القابلة للأكل الأولى منه، وكذلك الأمر مع الشخص الذي أجرى عملية التهجين.

لم يشعر أحد بالرغبة في الاستمرار بإنتاج هذا الصنف قبل تقديم عينات منه في فعاليّات التذوّق، حيث قال جيم: "من الصعب جداً زراعة هذا الصنف. ولكنّ كلّ من تذوّقه أحبّه بحقّ. لذا أدركنا أنّه سيأسر قلوب الجميع بسهولة، فقررنا إنتاجه وإطلاقه في السوق، حيث ذاع صيته بين ليلة وضحاها بفضل وسائل الإعلام والعملاء الأوفياء."

تجدر الإشارة إلى أنّ عمليات مشابهة كثيرة جرت في المنطقة المحيطة من وادي سان خواكين في كاليفورنيا، ويعود السبب في ذلك، بحسب جيم، إلى أنّها: "المنطقة الأفضل في العالم لزراعة أجود أصناف العنب، وتتمركز شركة غرابري في وسطها." يواجه جميع المزارعين التحديات نفسها ويأخذون عدّة عوامل بعين الاعتبار عند قطاف المنتجات وشحنها. على سبيل المثال: "يقع كثير من المزارعين في فخّ قطاف العنب قبل أن ينضج بالكامل، ويخضعون للكثير من الضغوط لفعل ذلك، حيث أنّ الطلب يتزايد بشكلٍ كبير عليه في سلسلة التوريد."

مع ذلك، لا تخضع شركة غريبري للضغط وتنتظر اللحظة المثالية لقطاف العنب من أجل أن يتحلّى بأشهى النكهات. "نبذل قصارى جهدنا لننتظر حتّى تتمتّع الحبّة بأفضل نكهة. على المدى القصير، هذا يعني أنّه يجب علينا تقديم بعض التضحيات، ولكن على المدى الطويل، فهذا يعني توفير تجربة طعام رائعة لعدد أكبر من الأشخاص. وهذا يفيد الشركة، ويوفر تجربة أكثر تميزاً لنا."

Candy Snaps on the vine

عنب كاندي سنابس على العريشة

Jim Beagle

جيم بيغل

يصبّ جيم وشريكه المؤسس جاك باندول كلّ تركيزهما على تقديم أفضل النكهات، إذ يتحدّر هذا الأخير من عائلة مزارعين أبّاً عن جدّ، حيث هاجر جدّه ستييبي من كرواتيا واستقر في هذا الوادي في أوائل القرن العشرين. أمّا جيم فهو ابن كبير العمّال في إحدى شركات الزراعة الكبرى.

"كان والدي يتركني مع فريق العمل في عطلة نهاية الأسبوع والفرص من المدرسة. هكذا، بدأت بقطاف العنب من عمر 5 سنوات، ومنذ ذلك الحين أشارك في جميع المهام في الكروم. في وقتٍ لاحق درس كيفية زراعة الكروم لصناعة مشروبات العنب، وعمل كمزارع لفترة، قبل أن ينضمّ إلى جاك ويؤسّسان شركة غريبري.

"إنّها شركة صغيرة، ونقوم بكلّ الأمور بنفسنا، بدءاً من الزراعة والتهجين وصولاً إلى القطاف والبيع والتسويق، للتأكد من أنّ حبوب العنب تحظى بالاهتمام الكافي منذ لحظة زراعتها إلى حين بيعها. وفي هذا الصدد، نستند على خبرتنا الكبيرة في زراعة الكروم والتجارب التي خضناها وغيّرت أسلوبنا."

يمتلك جيم مهارة فريدة تتطلّب منه أن يبقى في الكروم بشكل يومي. "أنا الشخص الوحيد الذي يقرّر اللحظة التي تبدأ فيها عملية قطاف العنب. فعلى مرّ السنين استطعت أن أدرّب براعم ذوقي لأحدّد النكهات التي ستحظى بإعجاب العملاء."

ويبقى الأهمّ اختيار الصنف الذي سيلقى استحسان العملاء، وليس الذي سيحبّه المزارعون، وقد لاحظنا ذلك عندما كان يتعلق الأمر بعنب كوتون كاندي. ويتّبع جيم هذا النهج عندما يختار الأصناف الـ11 التي تزرعها الشركة حالياً للاستخدام التجاري، والأصناف العشرين تقريباً التي يختبرها ليقرّر إن كانت صالحة للبيع، فضلاً عن الأصناف التي يختار بينها في كلّ عام كجزء من برنامج التهجين، ويتراوح عددها بين 15 و20 ألف. "من كلّ هذه الأصناف لن يصل إلى المستهلك سوى واحد أو اثنين."

Pickers know the exact size, colour and structure of grapes with the best flavour

يعرف العمّال الذين يتولّون أعمال القطاف الشكل واللون والحجم المثالي لحبّات العنب التي تتمتّع بالنكهة المثالية

Pickers harvest the grapes in the early hours of the morning to escape the heat

عمّال يقطفون العنب في ساعات الصباح الأولى قبل اشتداد الحرّ

ومن الأصناف الأخرى التي لقيت رواجاً كبيراً نذكر صنفاً من العنب الأحمر يحمل اسم كاندي سناب، أصبح جزءاً من تشكيلة غام دروبس الخاصة بالعلامة والتي تتمتّع بنكهات شبيهة بالحلوى. تُزرع هذه الأصناف من قبل مورّدين آخرين يقومون ببيعها أيضاً، غير أنّها تبدو أكبر حجماً من تلك التي يقدّمها جيم وجاك. "قد يعتقد البعض أنّه كلّما زاد حجم الفاكهة كلّما كان ذلك أفضل، ولكن هذا لا يعني أن تتمتّع بطعم أفضل. فنحن نقدّم عنب كاندي سنابس بحجم أصغر من العادة. ومع أنّه يمكننا أن نجعل الحبوب أكبر، ونحن نعرف كيف نفعل ذلك، ولكن عندما نحاول نفقد النكهة. لذا لا نركّز على الحجم، بل على الارتقاء بالطعم حتّى يغدو الأفضل على الإطلاق."

وفي هذا الصدد يوافقنا فريق الإنتاج الرأي على أنّ اللمسة الحلوة الآسرة التي نحصل عليها لدى تناول حبّات العنب تبدو بغاية الروعة. ولا بدّ أن نشير إلى أنّ جميع الأصناف التي تقدّمها شركتنا تتمّ زراعتها وتهجينها باستخدام تقنيات تقليدية وقديمة، حيث نفتخر باتّباع نهج طبيعي 100%، وتقتصر التدابير التي نتّخذها على تقنيات زراعة متخصصة مثل قطع اللحاء بدقة في مناطق محددة من العريشة خلال فترات محددة من العام لتوجيه السكريات إلى حبّات العنب.

تؤدّي هذه العملية إلى إحداث ندبة في اللحاء ولكنّها تختفي مع الوقت، والهدف الوحيد منها هو تركيز النكهات. ويؤكّد جيم قائلاً: "بالطبع لدينا مواسم! يبدأ القطاف في أوائل شهر يوليو ويستمرّ طوال شهر أكتوبر. في العادة تمتدّ فترة قطاف أي صنف على 10 أسابيع، غير أنّ بعضها ينضج قبل موسم القطاف المتعارف عليه أو بعده. ولكن عملنا لا يتوقّف."

"لا بدّ لنا من تشذيب العرائش وريّها وتوجيهها بشكل مثالي والتأكد من أن تحمل كمية مثالية من المحاصيل. فكلّ التدابير التي نتّخذها طوال العام تسهم في إنتاج حبوب عنب ولا ألذّ."

Spinneys-Grapery_A7R3627.jpg

المدير التجاري للمنتجات الزراعية في سبينس

نيل غيبسون يقول

إنّ السرّ للحصول على عنب عالي الجودة يكمن في ترك العنب على الكرمة لأطول فترة ممكنة ممّا يسمح للسكّريات والنكهات بأن تتطوّر وتتفاعل. وما إن يتمّ قطاف العنب في كروم غريبري، تسارع العلامة في نقله إلى البرّادات، لينقل بعدها بالطائرة مباشرةً إلى دبي. يُعتبر عنب كوتون كاندي من أكثر أصناف العنب حلاوة في سبينس، بينما يبدو عنب كاندي سنابس الأشهى ويتمتّع بشكلٍ مستدير مميز.