المملكة المتحدة
إنّ المياه التي تفصل المملكة المتّحدة عن أوروبا القارية تزوّد الدولة ببعضٍ من أفضل المأكولات البحرية في العالم. وفي هذه الدولة نفسها، تأسّست علامة جاي كاي طومسون منذ 60 عاماً، وارتكزت ممارساتها على استقدام أسماك التراوت والقد والحدّوق والمحار من مناطق الصيد قبالة جزر شتلاند، حيث يلتقي المحيط الأطلسي مع بحر الشمال. في الحقيقة، تأتي التيارات المائية الدافئة والباردة بأسماك الراهب والإسكالوب وأسماك موسى من أقصى الجنوب على طول ساحل كورنوال، لتنتقل بعدها إلى رفوف متاجرنا عن طريق علامة فالفيش التي تديرها عائلة وتطوّرت من شركة صغيرة تمتلك عدداً قليلاً من قوارب صيد الماكريل إلى شركة ضخمة مزوّدة للأسماك. وغالباً ما تكون السماء ملبّدة بالغيوم فوق البحر والأراضي البريطانية، لكن لا ينطبق ذلك على جزيرة وايت التي تتربّع على بُعد ثلاثة أميال من الشاطئ، وتُعرف باختلاف مناخها إذ تشرق فيها الشمس بما يكفي لتهيئة الظروف المثالية لزراعة الطماطم. ومن هنا تأسّست علامة آيل أوف وايت للطماطم عام 2007، وكرّست جهودها منذ ذلك الحين لتعزّز الاهتمام في هذا المجال، فطوّرت أصنافاً جديدة وعالية الجودة من الخوخ والكرز وشرائح لحم البقر التراثية وغيرها التي كانت تُباع في سوق بورو ماركت الشعبي في لندن، لتحطّ بعدها في سوبرماركت الإمارات العربية المتحدة وتخطف قلوب المستهلكين في المنطقة. في المقابل، بنت علامة غلينويل دفيئات زراعية مجهّزة بتقنيات متطوّرة في وادي لي الممطر للتعويض عن انخفاض مستويات الضوء الطبيعي في المنطقة. وزُرعت فيها الطماطم والفلفل والخيار عالي الجودة بلوحة نابضة بألوان البحر الأبيض المتوسط ما يعكس التراث الصقلي الذي يتمتّع به جو كوليتي وسام كاناتيلا. وبالعودة شمالاً إلى أربروث في ساحل اسكتلندا التي تكلّلها الشمس أكثر من سواها، اعتمد لوتشي بورتر على تراث والده وجدّه في زراعة التوت ليجعل من شركة أنغوس للفواكه الطرية مزوّداً رائداً في مجالها، وتُعتبر مجموعتها الحصرية أفا ماغنوم® من الفراولة منتجاً فريداً من نوعه وقيمة مُضافة إلى هذا المجال.
إسبانيا
غالباً ما يحتوي قسم الفواكه في متاجرنا على منتجات عالية الجودة مُستقدمة من إسبانيا، حيث أنّ هذه المنطقة تضمّ باقة متنوّعة من المساحات الطبيعية والمناخات الأيبيرية ما يوفّر مزيجاً من المساحات الزراعية المخصّصة لنمو أصناف واسعة من الفواكه. وتشهد الجبال الشمالية على تباينات موسمية وتغيّرات في درجات الحرارة، فتتوافق مع مقياس البريكس الذي يحتسب تركيز السكّر المُذاب في المشمش والخوخ التي تُزرع قرب جبال البرانس على يد مزارعين من الجيل الثالث من عائلة سمر فروت، في حين أنّ شركة أوركارد فروت، التي يقع مقرها في وسط البلد، تنتج كميات كبيرة من التفّاح والإجاص والكرز في قمة تسمى مونكايو. أمّا في كاتالونيا خارج مدينة ليدا، فيتحوّل نحو 70 ألف متر مربع من الدفيئات الزراعية إلى اللون الأحمر الزاهي في شهرَي مارس وأبريل عندما يحين وقت حصاد الكرز الذي تنتجه علامة ريو سينكا، وهي واحدة من العلامات القليلة التي تزرع الكرز والنكتارين ذا اللبّ الأحمر في مثل هذه الظروف. ننتقل الآن إلى المنطقة الجنوبية الشرقية، حيث تتميّز مدينة مرسية بمناخاتها المتنوعة التي تتباين بين المناطق الجبلية والساحلية. وتزرع فيها علامة مويكا أكثر من 50 صنفاً من العنب الخالي من البذور، وتنتج عدداً منها حصرياً لمناطق معينة، وتجمع الأساليب التقليدية العائلية مع المبادئ الهندسية الزراعية. في المقابل، عُرفت المنطقة الجنوبية الغربية بأرض الحمضيات على مدى قرون من الزمن، إذ تضمّ ريو تينتو 900 هكتار من حقول البرتقال والليمون واليوسفي العضوية التي تمتدّ بالقرب من الحدود البرتغالية، وذلك في إطار منطقة محمية تؤوي 50 نوعاً من الحيوانات المفترسة التي تسهم في مكافحة الحشرات من دون مواد كيميائية. وعلى مقربة من مدينة إشبيلية القديمة التي تفوح في أجوائها روائح عطرة، أسّس خبير الفواكه الأندلسية خوسيه غانديا شركته رويال عام 1962، ووسّع مجال عمله ليزرع فيها أفخر أصناف التوت الأزرق والتوت البرّي وصولاً إلى الأراضي الخصبة في البرتغال والمغرب.
الدراق الذي تزرعه عائلة سمر فروت يصل إلى سبينس خلال 48 ساعة من حصاده
تُقطف جميع أصناف عنب مويكا يدوياً ويقصّ أطرافها قبل إرسالها إلى مصانع التعبئة
إيطاليا
حينما يتجوّل المرء بين الرفوف في متاجرنا، يشعر وكأنّه يتجوّل في قلب إيطاليا ويعبر بكلّ مناطقها، حيث نعرض مجموعةً من أجود المنتجات المصنوعة على يد عائلات عريقة تتباهى بتاريخ طويل في مجال عملها. ففي بيدمونت مثلاً، شيّد الأخوة ستيفانو وماتيو وآنا بروتو مصنع الباستا الخاص بهم عند سفح جبال الألب منذ قرنين من الزمن. وطوّروا مصنعهم شيئاً فشيئاً فبات الآن يكتنف معدّات وآلات متطوّرة. كما وسّعوا محفظة منتجاتهم لتشمل خيارات واسعة من الباستا، منها العضوية والخالية من الغلوتين، ولكن لا شكّ أنّ سرّ الباستا الأصيلة يكمن في المهارة الحِرفية التي يتمتّع بها صانعيها. في المقابل، انفردت منطقتا إميليا ورومانيا الشماليّتان المجاورتان للمصنع بعادات طهي تعود إلى العصور الوسطى، إذ ابتُكرت جبنة البارميزان ريغاتو والغرانا بادانو الشهيرة للمرّة الأولى على يد الرهبان المحليين منذ حوالي 1000 عام، وتتولّى الآن عائلة زانيتي صناعتها، مع الالتزام الراسخ بالطرق التقليدية والاستفادة من التكنولوجيا الجديدة. أمّا خلّ البلسميك، فتعود جذوره إلى كروم العنب القديمة المحيطة بمودينا، حيث يصنع أولاد جوزيبي كريمونيني خيارات استثنائية من هذا الخلّ وفقاً للتركيبة القديمة، ونذكر منها الخيارات الفاكهية والحارة والمختلطة، وغيرها من أصناف الخلّ المصنوعة من العنب الأحمر أو الأبيض. وحصل الكثير من هذه المنتجات على شهادة محمي المنشأ، ما يظهر أصالتها ومدى الإتقان في صناعتها على الساحة الإقليمية، شأنها شأن بعض أصناف زيت الزيتون البكر الممتاز التي يقدّمها لنا الإخوة باسو في منطقة بولية، وهم تجّار لزيت الزيتون من الجيل الخامس لعائلة عريقة أدارت شركتها لأكثر من 120 عاماً ضمن القسم الجنوبي الأوسط من المنطقة الذي يُعرف باسم "مخزن حبوب إيطاليا". علاوةً على ذلك، تشهد المنطقة أمطاراً غزيرة في فصل الشتاء ويُعتبر مناخها جافاً في فصل الصيف، كما تتميّز بتربتها البركانية الغنية في مدينة كامبانيا المجاورة لها، ممّا يجعلها أيضاً موطناً مثالياً لزراعة الطماطم. لذلك، عملت عائلة فيرايولي، التي تدير شركة لا دوريا، بشكلٍ وثيق مع المزارعين المحليين منذ العام 1954 لاختيار أفضل العيّنات الممكنة من الطماطم، وتُزرع جميعها في الهواء الطلق، لتُعلّبها الشركة بعدها. وتشتمل هذه العيّنات على طماطم كرزية مُقشّرة وعالية الجودة اكتسبت ثقة المستهلكين بجدارة.
اليونان
يقول ألكساندروس بوتوس عن شركته روساس التي تتّخذ ثيساليا مقراً لها، وعن أجبان الفيتا والكاسيري التي تنتجها: "نحاول دائماً الحفاظ على التقنيات القديمة في إنتاجنا" ولطالما اعتُبرت هذه الجبنة قوتاً للآلهة وفقاً للأساطير اليونانية. وبالحديث عن معايير الجودة الفنية والتصدير، لا تزال هذه المنتجات تُعتّق في براميل مخصّصة لتوفّر النكهة والقوام الذي توصّلت إليه قبائل الرعاة البدوية التي ينحدر منها ألكسندروس. أمّا الزبادي اليوناني، فيُعتبر عنصراً أساسياً آخر في النظام الغذائي اليوناني، ويُستقدم من شركة ميفغال التي تأسّست كمتجرٍ للألبان افتتحته عائلة تشاتزاكو في سالونيك قبل قرن من الزمن. واليوم، لا يزال الجيل الثالث من هذه العائلة العريقة يواصل سير العمل، حيث يستقدم الحليب الخام من حوالي 300 مزرعة موثوقة منتشرة في المراعي الخصبة في مقدونيا، فيما يعتمد أحدث الأساليب لضمان أعلى معايير الجودة والنظافة، بدءاً من البسترة الآلية إلى إجراء حوالي 1200 اختبار مخبري بالتعاون مع العلماء المقيمين في المصنع.
أيرلندا
تتميّز المناطق النائية في شمال غرب أيرلندا بأراضيها الخصبة، التي تُزرع فيها تشكيلة من المنتجات العضوية الزاخرة بالنكهات والتي تُباع في متاجرنا. في براري مقاطعتَي ميث وموناغان، يُربّى الدجاج ويتغذّى على الأعشاب الخضراء والأعشاب المزروعة خصيصاً له (اليارو والبرسيم وما إلى ذلك) فوق تربة طينية غنية بالمغذّيات ما يساعده على وضع بيض عالي الجودة. وتتلاقى العوامل الطبيعية الإيجابية مع الرعاية اللازمة لتودي إلى نجاح شركة نيست بوكس إيغ التي تأسّست في إطار شراكة بين عائلتين من المزارعين المحليين وهما إيفرز ومكغينيسز. وباتت تمتلك الآن عدداً من المزارع الإقليمية وتلتزم بأعلى معايير الإنتاج العضوي. في المقابل، نشأت علامة مووي الأيرلندية عام 1979 على طول الساحل الخلّاب، واكتسبت مكانة رائدة عالمياً في مجال تربية سمك السلمون العضوي، إذ خصّصت له مواقع تمتدّ على طول الخط الساحلي من دونيغال إلى كيري. كما أطلقت برنامج "دورة القطيع المغلقة" لتوليد الأسماك الصغيرة، مع توفير مساحة كبيرة لها لتنمو وتنتقل من المياه العذبة إلى مياه البحر الأطلسي النقية، ويتم الاعتناء بها بطرق معتمدة لإنتاج سمك سلمون طبيعي بنكهة رائعة.
