هل أنتم مستعدون للشواء هذا الموسم؟ ولكن ماذا عن الأطفال؟ هيلين فارمر أم لطفلتين صعبتي المراس فيما يتعلق بالطعام، وهي على أتمّ الاستعداد للمساعدة
عندما أستعيد ذكريات رحلات الشواء التي كنا نقيمها في طفولتي، أتخيل والدي مرتديًا سترة واقية من المطر، وقد غطّى رأسه وفي يده ملقط شواء يقلّب به النقانق تحت المطر الغزير بينما نراقبه من نافذة العربة المتنقلة. لم يكن هذا الأمر فريدًا أو مدهشًا. فأبي رجل شديد الحذر ولم يكن طباخًا ماهرًا، ما يعني أنه كان يبالغ بشوي اللحم ويحرقه حرصاً على ألا نصاب بالتسمم الغذائي، فكانت اللحوم تُقدّم لنا كتلاً سوداء. تلك كانت أوقاتًا سعيدة...
والآن أصبحت بدوري أمًّا، وبصراحة أجد فكرة رحلات الشواء برمّتها مرهقة جدًا: بدءًا بتحميل كمية هائلة من الأغراض في السيارة لدرجة أنّ إحصاءها يتطلب جدول إكسيل (أم أنّ هذا الأمر لا ينطبق إلاّ على زوجي؟)، على أمل ألاّ تهبّ الريح فتفسد الرحلة، ووصولاً إلى الطهي لطفلتين لا تشتهيان إلاّ البيتزا. وكلّ ذلك وسط الصحراء.
ومع ذلك، تعلّمنا عبر السنوات القليلة الماضية بعض الدروس وأتقنّا بعض التقنيات، وما عاد نقل الأغراض من صندوق السيارة إلى موقع الشواء يتطلّب إلاّ أربع رحلات ذهابًا وإيابًا. فإليكم نصائحي لهذا النوع من الرحلات:
- ليس بالضرورة أن يكون الموقع النائي المكان الأمثل لترغيب أطفالكم بتنويع طعامهم وتجربة أصناف جديدة. فقد تكونون منزعجين كما قد يكونون هم جائعين، ومن الأرجح أنكم في موقع بمنأى عن كل شيء آخر، عدا محطة وقود على بعد 45 دقيقة. لذا أحضروا معكم طعامًا احتياطيًا، حتى لو كان ذلك عبارة عن عبوة رقائق برينغلز أو خبز بالجبنة.
- الأسياخ هي أدوات حادّة وليست لعبة. فاحتفظوا بها بعيدًا عن متناول الأطفال وراقبوهم عن كثب عند استخدامها.
- مهما تمنينا أن يتناول أطفالنا الروبيان أو الكباب النباتي، سيكون رفضهم قاطعًا، وهذه هي الحال مع طفلتَي. فالأطفال لا يشتهون إلاّ البرغر والنقانق. ولا بأس بذلك!
- أعدّوا حلوى سمورز، فالأطفال يحبونها وعلى الأرجح أنّكم تحبونها أيضًا. إنّها مكوّنة من بسكويت دايجستيف مع قطعة من حلوى الخطمي اللزجة المشوية فوق اللهب وقطعة شوكولاتة تغطيها قطعة بسكويت أخرى. هذا حتمًا الخيار الرابح!
- شراب الشوكولاتة الساخنة: التخييم في الشتاء يعني أن الطقس سيكون بارداً في الليل. فلا ننسى أن نأخذ وعاءً زجاجيًا من مسحوق الشوكولاتة المخصّص للشرب، ونضيف إليه رقائق الشوكولاتة، ثم نسخّن الحليب. وحتى لو لم تمضوا الليل بالتخييم، سينام أطفالكم حتمًا في طريق العودة بعد تناول هذا الشراب.
- أطلب من سكّان جنوب أفريقيا والأستراليون عدم متابعة ما سأقوله هنا: أرى أن لا عيب في الطهي باستخدام وسائل أخرى غير نار الموقد. يمكنكم طبعًا إشعال النار لشوي حلوى الخطمي، واستخدام الغاز لبعض مهام الطهي الفعلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطبخ على الغاز يتيح لكم تحضير الفطائر المحلاة والقهوة في الصباح. وإذا أصريّتم على قراءة ما قلته الآن، فلا يمكنكم انتقادي.
- جهّزوا الأطعمة مسبقًا لرحلة التخييم. من المعروف أننا أحياناً نطبخ في المنزل (اليخنة والطاجن والتشيلي بالفاصوليا)، ونحضر الطعام الجاهز في قدر لنسخّنه وحسب. إنّها فكرة رائعة لا سيّما إن أضفتم الخبز المقرمش إلى وجبتكم. وفي هذه الحالة، لا خشية من إصابتكم بالتسمم الغذائي.
وماذا عن وجهاتنا؟ في الواقع، نحن محظوظون جدًا هنا، فمن الكثبان الرملية إلى الوديان، لا تفصلكم إلا مسافة قصيرة لتمضية بضع ساعات في الهواء الطلق، أو عطلة نهاية أسبوع ممتعة في التخييم. وستجدون أنّ هذه الرحلات هي طريقة رائعة للتنزه ما أن يبلغ أطفالكم السن المناسب. واعترف أن النشاط المفضل لطفلتيّ هو البحث عن روث الجمال. أمّا أنا فأفضّل القيام بنزهة على الأقدام. لقد أمضينا أوقاتًا مذهلة مع العائلة والأصدقاء، واستمتعنا كثيرًا، حتى عندما هبّت علينا مرة عاصفة رملية، فامتزجت ابتساماتنا بحلوى سمورز الممتلئة رملاً. لقد أعادت إليّ تلك الحادثة ذكرياتي مع والدي والنقانق المتفحّمة.